سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..الحلقة (8)..دلائل النبوة – ما جاء عن الكهان، والجن، وأهل الكتاب في شأنه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.

سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..... الحلقة (... دلائل النبوة – ما جاء عن الكهان، والجن، وأهل الكتاب في شأنه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.

من دلائل النُّبوُّة ما جاء عن الكهان، والجن، وأهل الكتاب في شأنه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ:
عن عبد الله بن عمر رَضيَ اللهُ عَنْهُما قال: "ما سمعت عمر لشيء قط يقول: "إني لأظنه كذا، إلا كان كما يظن". بينما عمر جالس إذ مر به رجل جميل فقال عمر: "أخطأ ظني أو أن هذا على دينه في الجاهلية، أو لقد كان كاهنهم"، عليَّ الرجل، فدعي له. فقال له ذلك. فقال: "ما رأيت كاليوم استقبل به رجل مسلم". قال: "فإني عزمت عليك إلا ما أخبرتني". قال: "كنت كاهنهم في الجاهلية"، قال: "فما أعجب ما جاءتك به جنِّيَّتُك". قال: "بينا أنا يوماً في السوق جاءتني أعرف فيها الفزع". فقالت: "ألم تر الجن وإبلاسها من أنكاسها ولحوقها بالقلاص وأحلاسها؟"، قال عمر: "صدق"، بينما أنا نائم عند آلهتهم إذ جاء رجل بعجل فذبحه فصرخ به صارخ لم أسمع صارخاً قط أشد صوتاً منه يقول: "يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول لا إله إلا أنت. فوثب القوم"، قلت: "لا أبرح حَتَّى أعلم ما وراء هذا". ثم نادى يا جليح، أمر نجيح، رجل فصيح، يقول: "لا إله إلا أنت"، فقمت، فما نشبنا أن قيل: "هذا نبي"[6].

شرح الحديث أعلاه:
في هذا الحديث يبين عبدالله بن عمر أن أباه عمر كان إذا غلب علي ظنه شيء وقع كما هو وذكر من ذلك ما جاء في الحديث من أنه حين مر به رجل جميل المنظر أقسم أنه يظن أن هذا الرجل كان كاهنا في الجاهلية فذكر قصته
ونقول وبالله التوفيق أن من الحديث الذي رواه البخاري في كتاب مناقب الأنصار باب إسلام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يظهر أن الله قد أعطاه فراسة فما يقول لشئ أظنه كذا إلا كما يظن، ومن ذلك ما كان من أمر هذا الرجل الذي مر به وهو جالس مع بعض الناس فقال ما ذكره الحديث وأجابه الرجل بما أجابه وذكر عمر أمرا قريبا من هذا مما كان سببا في إسلامه.
ويقول أن هذا الرجل هو سواد بن قارب السدوسى، وقد أخبر بأمر وقع له وكان سببا في إسلامه، فقد كان كاهنا من كهان الجاهلية، والكاهن هو الذي يتعاطى الخبر من الأمور الغيبية .
عن طريق تابعه من الجن، وبعضهم كان يدعي معرفته ذلك بمقدمات اسباب يستدل بها علي مواقعها من كلام من يسأله. وهذا الأخير يسمي بالعراف. يذكر سواد ان جنيته أتت له يوما في السوق يبدو عليها الخوف الشديد. فقالت له: الم تر الجن وإبلاسها أي انفطاع رجائها من الحصول علي الأمور الغيبية فقد حجبها الله عز وجل ومنعها من استراق السمع بمجرد أن بعث الله رسوله محمدا صلي الله عليه وسلم (ويأسها بعد إنكاسها) فقد يئست من استراق السمع وردت خائبة )ولحوقها بالقلاص وأحلاسها) والقلاص: الفتية من النياق والأحلاس: ما يوضع علي ظهور الإبل تحت الرحل، أي إن الجن قد لحق هذا النوق ولم يعد له أمل في استراق السمع، يقول سواد: إن تابعه من الجن بعد أن يقول له ذلك يقول له: قد بعث محمد،
فانهض اليه ترشد، فارتعدت فرائص سواد فلما أصبح توجه الي مكة فوجد النبي صلي الله عليه وسلم قد هاجر، فأتاه فأنشده أبياتا يقول فيها:
أتاني رئيي بعد ليل وهجعة
ولم يك فيما قد بلوت بكاذب
ثلاث ليال قوله كل ليلة
أتاك نبي من لؤي بن غالب
يقول في آخرها:
فكن لي شفيعا يوم لاذو شفاعة
سواك بمغن عن سواد بن قارب
فلما سمع ذلك عمر سربه والتزمه وقال لقد كنت أحب أن أسمع هذا منك، وذكر أمرا وقع له يشبه ذلك وكان سببا في إسلامه يضاف إلي ما نعرفه من قصة إسلامه حين ذهب لبيت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد ثائرا عليهما
مصدر المادة: موقع الكلم الطيب...(بتصرف). / الأهرام المسائى -عبد الفتاح عاشور.
--------
. [6] صحيح البخاري [7/215] رقم [3866]- كتاب المناقب - باب إسلام عمر بن الخطاب رَضيَ اللهُ عَنْهُ.
------

مصدر المادة: موقع الكلم الطيب...(بتصرف).

لمتابعة السلسة تفضلوا بزيارتنا هنا.

https://aliiraqi1994.forumarabia.com/f15-montada

رابط فيلم وثائقي عن حياة رسول الله من ولادته إلى وفاته:

https://aliiraqi1994.forumarabia.com/t288-topic

شارك في نشر السلسلة... إِنَّ الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ.

» سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..... الحلقة (24)... دلائل النبوة – دعائه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ على من أكل بشماله.
» سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..الحلقة (12)..دلائل النبوة – إخباره صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بخروج الخوارج.
» سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..الحلقة (9)..دلائل النبوة – خطاب الأشجار والأحجار له صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.
» سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..الحلقة (10)..دلائل النبوة – أدبُ الحيوانِ وتفاعله مَعَه وشكواه إليه صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ.
» سلسلة دعوية للدفاع عن الحبيب..... الحلقة (55)... دلائل النبوة – إخباره صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ بكيفية ومكان وفاة بعض معاصريه. (الجزء الأول).